الميلاد والنشأة:
ولد المفكر إبراهيم أحمد المقادمة “أبو أحمد” في الرابع عشر من مايو عام 1952 في مخيم جباليا للاجئين الذي هاجرت إليه عائلته من بلدة بيت دراس، ثم انتقل إلى العيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جباليا وكان من الطلاب النابغين، وحصل على الامتياز في الثانوية العامة، وفي عام 1968 التحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية وتخرج فيها طبيباً للأسنان.
حياته العملية:
عمل الدكتور إبراهيم المقادمة طبيباً للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة، ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي وأصبح أخصائي أشعة، وبعد اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية فُصل من عمله في وزارة الصحة الفلسطينية فصلا تعسفياً على خليفة انتماءه لحركة حماس، فعمل طبيباً للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة.
التجربة السياسية:
التحق بصفوف جماعة الإخوان المسلمين في سنوات شبابه الأولى، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية وعودته إلى قطاع غزة أصبح أحد قادتها في غزة، وكان من المقربين من الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
شكل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1984 اعتقل للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات قضاها في سجون الاحتلال.
اعتقلته أجهزة السلطة الأمنية عام 1996م بتهمة تأسيس جهاز عسكري سري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، وأطلقت سراحه بعد ثلاث سنوات من الاعتقال، تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب.
شغل الدكتور إبراهيم المقادمة عضوية المكتب السياسي لحركة حماس.
الإرث الثقافي والفكري:
ألّف الدكتور المقادمة عدة كتب ودراسات في الأمن وهو داخل السجن وخارجه، منها: معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، وأصدر دراسة حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان “الصراع السكاني في فلسطين”، كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني.
الاغتيال:
كان المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذاً بالاحتياطيات الأمنية قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدم أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها، وكذلك تغيير الطرق التي كان يسلكها، حتى عرف عنه أنه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة.
اغتالته قوات الاحتلال مع ثلاثة من مرافقيه صبيحة يوم السبت الثامن من مارس عام 2003م، باستهداف سيارته بعدد من الصواريخ، ما أدى إلى استشهاده وثلاثة من مرافقيه بالإضافة إلى طفلة صغيرة كانت مارة في الطريق.