سعيد صيام
الميلاد والنشأة:
ولد سعيد محمد صيام في مخيم الشاطئ في يوليو عام 1959م لأسرة تعود أصولها لقرية الجورة المحتلة قضاء المجدل، درس مراحله الدراسية في مخيم الشاطئ للاجئين ثم التحق بدار المعلمين في رام الله تخرّج فيها عام 1980 وحصل على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة وحصل منها على شهادة البكالوريوس في التربية الإسلامية عام 2000م.
عمل الشيخ سعيد صيام معلماً في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة عام 1980 حتى نهاية عام 2003 حيث اضطر إلى ترك العمل بسبب مضايقات إدارة الوكالة له على خلفية انتمائه لحركة حماس.
التجربة السياسية:
عمل واعظاً وخطيباً في العديد من مساجد قطاع غزة، وكان عضواً في مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة، وعضواً للهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل.
اعتقل الشيخ سعيد صيام أربع مرات في سجون الاحتلال بين عامي 1989-1992 كما أُبعد مع مئات من قادة العمل الإسلامي لمرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992م.
وفي عام 1995م اعتقله جهاز المخابرات الفلسطيني على خلفية الانتماء السياسي لحركة حماس ضمن حملة الاعتقالات الواسعة التي شنَّتها السلطة ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إثر تبنِّي الحركتين سلسلة من العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل.
مثّل حركة “حماس” في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، شغل عضوية المكتب السياسي للحركة وكان مسؤولاً عن دائرة العلاقات الخارجية فيها.
وزيرا للداخلية:
عام 2006م لمع نجم عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” سعيد صيام، عندما حصل في الانتخابات التشريعية عن كتلة التغيير والإصلاح على نحو 76 ألف صوت، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق في الانتخابات الفلسطينية، ما يدلل على الشعبية الواسعة التي يتمتع بها الشيخ سعيد صيام، والقبول العام لدى أبناء الشعب الفلسطيني.
بعد فوز حركة حماس بأغلب مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات عام 2006م، شكلت الحركة حكومة منفردة بعد رفض الفصائل المشاركة فيها، أُسندت لشيخ سعيد صيام وزارة الداخلية، وبرز دوره في إدارة سلسلة من الأزمات التي عصفت بالأجهزة الأمنية حينها.
وبعد إصرار قادة الأجهزة الأمنية على ضرب قرارات الوزير صيام عرض الحائط، وعدم الانصياع لأوامره، أسس جهازاً أمنياً جديداً أطلق عليه اسم “القوة التنفيذية” لتمكنه من ضبط الحالة الأمنية في غزة.
نجا سعيد صيام من محاولة اغتياله في يونيو عام 2006م، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال الحربية مكتبه، في إطار العدوان على غزة بعد اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
واجه الشيخ سيعد صيام تحدٍّ كبير والذي تمثل في وجود أجهزة أمنية ذات عقيدة أمنية منحرفة تمارس الفلتان الأمني، وتسعى إلى خلق حالة من الفوضى، فاتخذ صيام في يونيو عام 2007م قراراً بإنهاء حالة الفوضى والفلتان الأمني وبسط حالة الأمن في القطاع.
كان صيف عام 2007م الأكثر أمناً وأماناً بعد أن أعاد الشيخ سعيد صيام الأمن لقطاع غزة، وأحبط مخططات إفشال حكومة الحكومة وتصفية مشروع المقاومة.
في نهاية ديسمبر من عام 2008م قصفت طائرات الاحتلال الحربية أكثر من مئة موقع حكومي، جُلها تتبع وزارة الداخلية، أدت إلى استشهاد أكثر من 250 رجل أمن، ما وضع صيام أمام تحدٍ كبير في إدارة وزارته في ظل عدوان ساحق، وضرورة حتمية لحماية الجبهة الداخلية.
نجح الشيخ سعيد صيام في حماية الجبهة الداخلية، والمحافظة على ظهر المقاومة، حيث تمكن من إعادة رجال الأمن إلى الشارع بعد ساعات فقط من استهداف المقار الأمنية كافة، ما أظهر حكمته البالغة في إدارة الأزمة.
اغتياله:
اغتالته طائرات الاحتلال في الخامس عشر من يناير عام 2009م خلال معركة الفرقان، عبر استهداف منزل شقيقه بقنبلة تزن أكثر من طن من المتفجرات؛ ما أدى إلى استشهاده ونجله محمد وشقيقه إياد وزوجة شقيقه، بالإضافة إلى عدد من الفلسطينيين، ليختتم بذلك حياة برع فيها مربياً وداعية ومجاهداً وقائداً ووزيراً وشهيداً.