القادة الشهداء

عبد العزيز علي الرنتيسي

الميلاد والنشأة:

وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 1948 في قرية يبنا، لجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم خانيونس للاجئين، وكان عمره وقتها ستة أشهر.

الدراسة والعمل:

درس المراحل الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر إلى العمل أيضًا وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته التي مرت بظروف صعبة.

أنهى دراسته الثانوية عام 1965، وتخرّج من كلية الطب في جامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال.

عمِل طبيبًا مقيمًا في مستشفى ناصر عام 1976م، ثم عمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضرًا يدرس في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.

شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام، منها: عضوية الهيئة الإدارية في المجمّع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة، والهلال الأحمر الفلسطيني.

المشاركة في تأسيس حماس:

التحق بصفوف جماعة الإخوان المسلمين على يد الدكتور المفكر إبراهيم المقادمة في أثناء دراسته الماجستير في مصر، ثم بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 1976م، ثم ترأس جماعة الإخوان المسلمين في محافظة خانيونس، وكان له شرف مشاركة الشيخ أحمد ياسين في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في ديسمبر عام1987م.

التحق بالعمل المقاوم ضد الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، الأمر الذي كلفه سنين من حياته في سجون الظلم الإسرائيلية.

بعد استشهاد الشيخ ياسين بايعت الحركة حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خليفة للشيخ ياسين في قيادة الحركة.

الإرث الثقافي:

على رغم اختصاصه في طب الأطفال، وانشغاله بالسياسة، إلا أن الدكتور الرنتيسي قد أبدع في الكتابات السياسية والأدبية.

فقد كانت تفرد له العديد من الصحف العربية زوايا لكتاباته السياسية، ومن بينها جريدة (الأمان)، وجريدة السبيل الأردنية، وجريدة البيان الإماراتية، والوطن القطرية، إضافة إلى كتاباته في موقعه الإلكتروني، وسواها من المنابر الإعلامية.

حفظ القرآن الكريم في سجنه، وكتب العديد من القصائد والأشعار الحماسية التي كان من أبرزها ديوان حديث النفس، والتي تشجع على الصبر والتحمل في طريق مقاومة الاحتلال.

الاعتقال والإبعاد:

اعتقل أول مرة عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال.

كان أول من اعتقل من قادة الحركة الإسلامية بعد إشعال الحركة الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987، ففي 15 يناير 1988 اعتُقل لمدة 21 يومًا.

اعتقل مرة ثالثة في الرابع  من فبراير عام 1988 حيث ظلّ محتجزًا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني، وأطلق سراحه في 4/9/1990، واعتُقِل مرة أخرى في 14/12/1990 وظلّ رهن الاعتقال الإداري لمدة عام.

أبعده الاحتلال لاحقاً في 17/12/1992 مع أكثر من 400 شخص من نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكوادرهما إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، حيث برز ناطقًا رسميًا باسم المبعدين الذين اعتصموا على الحدود اللبنانية لإرغام الصهاينة على إعادتهم.

اعتقلته قوات الاحتلال فور عودته من الإبعاد، وأصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكمًا عليه بالسجن، حيث ظل محتجزًا حتى أواسط عام 1997 منهيًا مسلسل الاعتقالات في سجون الاحتلال الذي حرمه 7 سنوات من عمره.

اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1998م، أي بعد أقل من عام من خروجه من سجون الاحتلال، وأفرج عنه بعد 15 شهرًا بسبب وفاة والدته وهو في المعتقلات الفلسطينية، ثم أعيد إلى الاعتقال بعدها ثلاث مرات ليفرَج عنه بعد أن خاض إضرابًا عن الطعام، وبعد أن قصفت طائرات العدو الصهيوني المعتقل وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهرًا في سجون السلطة الفلسطينية.

محاولات الاغتيال:

كانت أولى محاولات اغتياله عام 1992م في خيمة الإعلام بمرج الزهور في اليوم الأول من شهر رمضان، حيث حضر شخص يتحدث العربية ادّعى أنه مترجم لصحفي ياباني، دخل الخيمة وترك حقيبة؛ انفجرت في الخيمة وهي خالية.

وفي العاشر من يونيو 2003 تعرض لمحاولة اغتيال ثانية استشهد فيها مرافقه مصطفى صالح وطفلة كانت مارة بالشارع، فيما أصيب نجله أحمد بجروح خطيرة.

استشهاده:

في مقابلة مع إحدى القنوات الأجنبية قال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي: “الموت آتٍ سواء بالسكتة القلبية أو بالأباتشي، وأنا أفضل الأباتشي”،  فكانت شهادته بقصف من طائرات الأباتشي في السابع عشر من إبريل عام 2004م، عندما استهدفت سيارته في شارع الجلاء بمدينة غزة بثلاثة صواريخ، أدت إلى استشهاده واثنين من مرافقيه، هما: أحمد الغرة، وأكرم نصار.

شارك في جنازته حوالي نصف مليون فلسطيني في موكب مهيب انطلق من مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ثم الصلاة عليه في مسجد العمري الكبير، وقد شارك في الجنازة قيادات حركة حماس وعدد من قيادات الفصائل.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × أربعة =

تصفح أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى