مقابلات صحفية

أبو مرزوق: التطورات القادمة بالأقصى خطيرة وخيار المواجهة هو الأول

حذر الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، بأن التطورات القادمة على صعيد المسجد الأقصى خطيرة، وأن خيار المواجهة على مختلف المستويات هو الخيار الأول، داعيًا جميع أبناء شعبنا لتكثيف التواجد وإفشال تهويد المسجد.

وقال أبو مرزوق في مقابلة خاصة وشاملة مع المركز الفلسطيني للإعلام: إن واجب حماية المسجد الأقصى المبارك ونصرته يقع على جميع المسلمين، داعيًا الأمة جمعاء لمواجهة هذه الهجمة بحملة واسعة كل في موقعه وفي مكانة بالإضافة إلى ضغوط سياسية ودبلوماسية وغير ذلك.

وأشار إلى أن المشهد الفلسطيني مليء بالتعقيدات، ويحتاج إلى وحدة حقيقية على المستوى السياسي والميداني، وقال: نحن نمد يدنا إلى جميع الفصائل بما فيهم حركة فتح لنعيد ترتيب المشهد الفلسطيني على أساس المشاركة، وأن نتفق على برنامج وطني مقاوم يحفظ خصوصية كل فصيل فلسطيني ويسمح بطرد المستوطنين من الضفة الغربية كهدف مشترك في المرحلة الأولى.

وشدد على أن المطلوب هو فقط أن تستمع السلطة الفلسطينية لشعبها، وأن تعبر عنه لا أن تخدم الأجندة الإسرائيلية والغربية.

وحذّر القيادي الفلسطيني موسى أبو مرزوق من مغبّة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، مشددًا على أن الطريقة المثلى والمتبعة لمواجهته هي المقاومة وتدفيع الثمن لكل من يروج للاستيطان، وبالتالي مزيد من الاستيطان يقابله مزيد من المقاومة، وما لا يأتي بالمقاومة يأتي بمزيد من المقاومة.

وشدد على أن إفشال الاستيطان يحتاج إلى مقاومة شاملة ووحدة وطنية صلبة وتغيير لمهمة وعمل السلطة لتصبح خادمة وحامية لشعبنا لا عنصر يؤمن الاستيطان ويواجه المقاومة.

وكشف رئيس مكتب العلاقات الدولية والخارجية عن زيارة مرتقبة إلى موسكو الشهر القادم، في إطار مواصلة العلاقات الجيدة مع روسيا بصفتها من الدول الصديقة.

وأشار إلى الحركة تواجه في علاقاتها السياسية مثلّثا من الاستهداف، يتشكّل من الولايات المتحدة، والعدو الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية، مؤكدًا أنهم يعملون ليل نهار لإحباط أعمال الحركة الخارجية، ويستهدفونها بممارسة الضغوط على الأصدقاء والحلفاء والمتعاطفين معنا، بلا كلل أو ملل.

وحول التهديدات الصهيونية بالاغتيالات، شدد القيادي في حماس على أن ذلك لا يخيف أحدًا، وقال: طبيعة عدونا وديدنه الخسة والنذالة وعدم المواجهة ويذهب إلى التآمر والاغتيال وأعمال تجسس وغيرها.

وقال: منذ ثورة عام 1936 وحتى اليوم ونحن مستمرون في جهادنا ومقاومتنا حتى نحقق النصر والشهادة مقدمة للنصر.

فيما يلي نص المقابلة:

خيار المواجهة

المسجد الأقصى يواجه في الأيام القادم جملة من الاعتداءات الصهيونية في موسم الأعياد التي تستغلها الجماعات الصهيونية لتصعيد العدوان وفرض وقائع جديدة كيف تتابعون ذلك؟

بعد عدّة أيام سنكون أمام موجة اعتداءات جديدة على المسجد الأقصى تحت حجج الأعياد اليهودية وذلك ما بين 17 سبتمبر وحتى 8 أكتوبر، وهنالك مساعي لنفخ البوق في الأقصى ومحاكاة طقوس قربان الغفران، وهذه الانتهاكات وغيرها هي في سياق السيطرة على المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وتطبيع الوجود الصهيوني في المسجد، والتأسيس المعنوي للهيكل المزعوم من خلال الطقوس التوراتية التي يمارسونها تمهيدًا لما هو أصعب وأشد.

التطورات القادمة خطيرة، ونحن كأمناء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وخصوصًا المسجد الأقصى فإن خيار المواجهة على مختلف المستويات هو الخيار الأول لنا، وهذه دعوة لجميع أبناء شعبنا لتكثيف التواجد وإفشال تهويد المسجد الأقصى.

وأريد الإشارة هنا أن المسجد الأقصى المبارك واجب حمايته ونصرته يقع على جميع المسلمين وهذا يقتضي أن تحمل الأمة جمعاء مواجهة هذه الهجمة بحملة واسعة كل في موقعه وفي مكانة بالإضافة إلى ضغوط سياسية ودبلوماسية وغير ذلك.

مواجهة الاستيطان

*في الضفة الغربية هناك تسارع في فرض الضم كأمر واقع عبر التوسع الاستيطاني والبؤر الاستيطاني وهدم المزيد من المنازل الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي كيف يمكن مجابهة ذلك؟

المشهد اليوم مختلف، فمن كان يحرّض على الاستيطان أصبح اليوم هو صاحب القرار، فمن يُقر المخططات، ومن يُموّل هذه المخططات، ومن ينفّذها، بل وصاحب القرار في حماية المستوطنين في الضفة وهم من غلاة المستوطنين، ولذلك هنالك تسارع كبير في فرض الضم كأمر واقع، وتوسّع الاستيطان وهدم للمنازل بهدف تهجير شعبنا وتصفية القضية الفلسطينية، وهذه الإجراءات وغيرها شكّلت دافعًا جديدًا للمقاومة لدى أبناء شعبنا وخصوصًا من الشباب الذين نفتخر بهم ونعتز بجرأتهم وصلابتهم.

ونحن إذ نحذّر من مغبّة التوسع الاستيطاني، ونعمل على المستوى السياسي مع الأطراف المعنية لإيقاف هذا الجنون، إلا أن الطريقة المثلى وهي المتبعة هي المقاومة وتدفيع الثمن لكل من يروج للاستيطان، وبالتالي مزيد من الاستيطان يقابله مزيد من المقاومة، وما لا يأتي بالمقاومة يأتي بمزيد من المقاومة.

وإن إفشال الاستيطان يحتاج إلى مقاومة شاملة ووحدة وطنية صلبة وتغيير لمهمة وعمل السلطة لتصبح خادمة وحامية لشعبنا لا عنصر يؤمن الاستيطان ويواجه المقاومة.

المطلوب مقاومة حكومة الاحتلال

*حكومة اليمين الصهيوني هي الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان، والكثير من الدول سجلت مواقف ضدها أو ضد وزراء فيها، لكن هناك من يقول إن الجهد الفلسطيني سواء من السلطة أو الفصائل لم يفلح في تعرية هذه الحكومة ودفع العالم لمقاطعتها لماذا؟

لدينا مئات الملاحظات على عمل السلطة الفلسطينية، سواء من حيث وظيفتها أو مسائل تفصيلية أخرى، إلا أن الأزمة الحالية هي ليست وليدة قلّة الجهود الفلسطينية، لأن العالم يُدرك تماماً من هي هذه الحكومة، ورغم أنهم يمتلكون أدوات ضغط عليها إلا أنهم يستمرون في دعمها، خدمة لمشروعهم الأكبر المتمثل في الحفاظ على الكيان كقاعدة عسكرية متقدمة في قلب العالم العربي والإسلامي، ولذلك نحن لا نحتاج إلى تعرية هذه الحكومة وإنما نحتاج إلى مقاومتها.

وهنا السؤال الرئيسي للسلطة الفلسطينية، ماذا فعلتِ لمواجهة هذه الحكومة؟ لم تفعل شيئًا وإنما عملت كخادمة للأجندة الأمنية الإسرائيلية، ولهذا نجد شبابنا الثائر في سجونها، ونجد المعلومات حولهم تكون على مكتب الأمن الإسرائيلي يوميًا، وهذه مأساة يجب أن تنتهي.

ولا بد من التوضيح أن الصهيونية الدينية ستزداد قوة في مجتمعهم وخاصة مع زيادة الاستيطان والمستوطنين واذا كان اليوم لديهم 15 نائبا في الكنيست فغدًا سيصبح لهم 30 نائبا وستكون مشكلة الغرب مع حكومة بعيدة كل البعد عن الحكومات الغربية وتراجع الصهيونية العلمانية المؤسسة لدولة الكيان على النمط الغربي ولم تعد قائمة ولكن نحن من سوف يزيد هذا الكيان السرطاني وتنتهي هذه المهزلة.

مثلث الاستهداف

*كان لكم زيارات متكررة لروسيا وغيرها، إلى أي درجة استطاعت حماس أن تكسر الحواجز التي فرضت على علاقاتها الخارجية والدولية تحديدًا؟

تواجه الحركة في علاقاتها السياسية مثلّث من الاستهداف، يتشكّل من الولايات المتحدة، والعدو الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية، وهم يعملون ليل نهار لإحباط أعمال الحركة الخارجية، ويستهدفونها بممارسة الضغوط على الأصدقاء والحلفاء والمتعاطفين معنا، بلا كلل أو ملل.

إضافة إلى وجود تحديات في التواصل مع عدد من البلدان، وهذا عائد إلى تصنيف الحركة بعدم الشرعية والإرهاب، لذا نجد أن كثير من الدول الغربية وحتى العربية والإسلامية تتجنب التواصل المباشر مع الحركة عبر القنوات الرسمية، ومع ذلك نحن مستمرون في توسيع شبكة علاقاتنا وننفتح بشكل مستمر على مزيد من الأصدقاء، والعالم يدرك أننا الفاعل الأساسي في المشهد الفلسطيني ولذلك هم يأتون للتواصل مع الحركة، أما روسيا فهي من الدول الصديقة التي نرتبط معها بعلاقات جيّدة ومستمرون في تطوير العلاقة معها والتشاور معهم مستمر ولنا زيادرة في الشهر القادم لموسكو لمواصلة هذا المسار.

تهديدات الاغتيال

*كان هناك تهديدات إسرائيلية علنية باغتيال العاروري وهناك تحذيرات مختلفة من احتمال اندلاع مواجهة شاملة وكبرى في المنطقة بأسرها وفق ما بات يعرف بوحدة الساحات وتعدد الجبهات .. هل فعلا نقترب من هذه اللحظة؟

التهديدات الإسرائيلية لا تخيف أحدًا من قادة وجند الحركة، ونحن جميعًا مشاريع شهادة، وللحركة تاريخ حافل في التضحية وتقدّم الصفوف، والمشهد الحالي يحمل تصاعدًا في مستوى الصراع، ولم يسبق أن اجتمعت في آن واحد جملة من المتغيرات الدافعة للانفجار كما هذه الفترة، فالعدو الإسرائيلي يُضيّق على الأسرى، ويُسارع في تهويد القدس والاستيلاء على المسجد الأقصى، ونحن مقبلون على موجة جديدة من الاعتداءات بعد أيام، وهذه قضيّة تمس كل مسلم شرقًا وغربًا، ويسابق الزمن في تنفيذ خطط الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية، وفي المقابل فإن الاقتحامات في مدن الضفة الغربية متزايدة والقتل العمد لا يتوقف، وهدم البيوت مستمر، ولاتزال غزّة محاصرة، وشعبنا في أراضي الـ48 يُمارس عليهم تضييقات وتمييزا عنصريا.

أما شكل المواجهة، فهذا يحددها طبيعة الظرف الميداني. أما التهديدات بقتل زعماء وقادة الحركة فهذا أمر لا يخيف أحد وطبيعة عدونا وديدنه الخسة والنذالة وعدم المواجهة ويذهب إلى التآمر والاغتيال وأعمال تجسس وغيرها، ومنذ ثورة عام 1936 وحتى اليوم ونحن مستمرون في جهادنا ومقاومتنا حتى نحقق النصر والشهادة مقدمة للنصر.

رسالة إلى السلطة

على وقع تنامي حالة المقاومة في الضفة الغربية وانتقالها من منطقة لأخرى نشهد تصاعد محاولات السلطة وأد هذه الحالة بتكثيف اعتقال المقاومين والمحررين ما تعقيبكم على ذلك؟ وما هي رسالتكم للسلطة؟

السلطة الفلسطينية ومن يُديرونها يراكمون في تاريخهم الخيبات، وهم حقيقة لا وزن لهم في المشهد، إلا من الجانب الأمني الذي يخدم حماية الاحتلال، ومحاربة مظاهر المقاومة واعتقال المقاومين، وعلى المستوى السياسي لا أحد يكترث بهم فهم ليسوا العنوان كونهم لا يمتلكون مفاعيل على الأرض، ولا يمتلكون تأثير لدى شعبنا، بل يراها معظم أبناء شعبنا عبئ على القضية، ونرى كيف أنهم يستأسدون على أبناء شعبنا، في المقابل تختبئ القوات الأمنية حين يقتحم العدو المدن الفلسطينية، بل المدن الواقعة تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية وفقًا لاتفاق أوسلو، رسالتنا لهم أن عودوا إلى حضن شعبكم.

على صعيد السلطة، أين وصلت الأمور بعد لقاء القاهرة الأخير وماذا عن اللجنة التي جرى الحديث عن الترتيب لتشكيلها؟

جرى الاتفاق على تشكيل لجنة للمتابعة، وهذه اللجنة لم تنعقد حتى اللحظة، رغم أن المشهد الفلسطيني يحمل العديد من القضايا التي تحتاج إلى تفاهم حولها ونقاش خصوصًا في ظل المعطيات التي يعلمها الجميع حول المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية وتستهدف استئصالنا جميعًا. لكن الدعوة لمتابعة لقاء الأمناء العامون الذي عقد في العلمين والذي لم يتم الاتفاق فيه على شيء يمكن متابعته، هذا من جانب ومن جانب آخر اختلفت الفصائل حول من يُدعى وكم عدد لجنة المتابعة ولذلك لم تنعقد لأنه غير ذي معنى من حيث الشكل والمضمون.

الانتخابات

كان هناك موافقة من حماس بغزة على إجراء الانتخابات البلدية، والواضح أن السلطة لم تتحرك في هذا الموضوع، في وقت هناك مطالبة شعبية بانتخابات عامة، هل هناك أي آفاق لإنجاز الانتخابات؟

جرى نقاش مع الفصائل الفلسطينية والمجتمع المدني في غزة وذاهبون إلى انتخابات بلدية بإذن الله، ودعونا لجنة الانتخابات الفلسطينية للإشراف عليها، ولا زلنا ننتظر ردهم.

نحن نريد أن يعود الشعب ليقرر في مرجعياته على مستوى الرئاسة والسلطة التشريعية والمجلس الوطني، وهذا حق وهو المدخل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ولكن للأسف لا تزال حركة فتح تتعنت وترفض أن يعود القرار للشعب.

هذا من حيث الانتخابات التمثيلية والسياسية أما انتخابات البلديات فهي انتخابات لتقديم خدمات للناس من نظافة وكهرباء وطرق وصرف صحي إلى غير ذلك ولا أرى أن هنالك ما يمنع من موافقة وزارة الحكم المحلي في رام الله على الفكرة وعلى توافق الناس بإجراء انتخابات البلديات.

مشهد معقد

المشهد الفلسطيني برمته معقد، اشتباكات في مخيم عين الحلوة، وتفاقم أزمة الحصار بغزة، وتهويد واستيطان متسارع في الضفة مع جرائم اغتيال وإعدام ميداني يومية .. ما المطلوب للخروج من هذه الحالة؟

المشهد مليء بالتعقيدات، ويحتاج إلى وحدة حقيقية على المستوى السياسي والميداني، ونحن نمد يدنا إلى جميع الفصائل بما فيهم حركة فتح لنعيد ترتيب المشهد الفلسطيني على أساس المشاركة، وأن نتفق على برنامج وطني مقاوم يحفظ خصوصية كل فصيل فلسطيني ويسمح لطرد المستوطنين من الضفة الغربية كهدف مشترك في المرحلة الأولى، والمطلوب هو فقط أن تستمع السلطة الفلسطينية لشعبها، وأن تعبر عنه لا أن تخدم الأجندة الإسرائيلية والغربية.
وبالتفصيل فإن ما يجري في مخيم عين الحلوة مؤامرة تستهدف الوجود الفلسطيني في المخيمات وتجربة مخيم نهر البارد ليست بعيدة عنا وتحت ذريعة محاربة الإرهاب ولذا نهيب بالجميع أن لا يستخدموا السلاح داخل مجتمعاتنا وأن تحل كل المشاكل بالطرق السياسية والدبلوماسية وتجريم استخدام السلاح في الخلافات الداخلية.

أما أزمة الحصار لقطاع غزة فيشارك فيها أطراف عدة على رأسهم الكيان الصهيوني ولن نخرج من هذه الحالة إلا عبر الانتخابات والوحدة الوطنية وإنهاء لهذا الوضع الشاذ وترتيب للبيت الفلسطيني وهذا بأيدينا لا بأيدي غيرنا.

وبالنسبة للتهويد والاستيطان وسياسات العدو والاغتيالات فلا علاج لها إلا بالمقاومة وتصعيد المقاومة وتطويرها ومشاركة الجميع بها، ونحن مستمرون وسنخرج من الحالة إلى الأفضل وإننا لمنتصرون إن شاء الله.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى