مقابلات صحفية

أبو مرزوق في حوار خاص مع المركز الفلسطيني للإعلام: 10 أهداف تسعى إليها حماس في علاقاتها

أكد الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس مكتب العلاقات الدولية فيها، أن الحركة حققت جملة اختراقات واستطاعت أن تنسج علاقات وفق الممكن والمتاح، وتبني علاقات سياسية إقليمية ودولية، يظهر منها جزء، ويبقى جزء آخر بعيدًا عن الإعلام.

وحدد أبو مرزوق، في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، 10 أهداف تسعى إليها حركة حماس من وراء علاقاتها المختلفة.

وشدد على رفض حماس أي علاقة تمس أيًّا من ثوابت الحركة الوطنية أو الدينية، وقال: هذا أمر غير قابل للنقاش، كما نرفض جهود احتواء الحركة، أو المس باستقلالية قرارها، أو أن توظف هذه العلاقة لتكون على حساب علاقة أخرى، أو أن يترتب على هذه العلاقة ضرر ينعكس على الحالة الفلسطينية.

وقال: إن حركة حماس منفتحة في علاقاتها مع الجميع، إلا الكيان الصهيوني، وقال: نرفض أي اشتراط مسبق من أي طرف في علاقتنا معه، مع وجود بعض منها غير مباشرة، كأن تشترط الولايات المتحدة أن تترك الحركة المقاومة، وتسلم السلاح.

وكشف عن اتصالات مع عدد من الدول الأوروبية، منها معلن، وأخرى بعيدة عن الأضواء، وقال: “التواصل مستمر، وهم وضعوا على أنفسهم قيودا في التواصل مع الحركة بسبب وضعها على قوائم الإرهاب الأوروبية، أو الوطنية مثل بريطانيا”.

وأشار إلى أن أحداث أوكرانيا أوجدت فرصة حقيقية لكشف زيف مواقف الدول الغربية، والتأثير على الرأي العام فيها، والدولي عموما، إيجابيًّا لمصلحة القضية الفلسطينية، وتحشيد الدعم السياسي لقضيتنا الوطنية.

وطالب أبو مرزوق بتنفيذ وتطبيق الاتفاقية الموقعة من الفصائل الفلسطينية في الجزائر؛ لأنها تمثل فرصة حقيقية لشعبنا وقضيتنا، خاصة مع قدوم اليمين الصهيوني المتطرف، وإرهاصات قدوم الجمهوريين في الولايات المتحدة، والجميع يعرف مدى انحيازهم للعدو.

فيما يلي نص المقابلة: 

المزاوجة بين الثورة والسلطة

بعد 35 عامًا من انطلاقة حركة حماس، أين ترى تموضع وامتداد علاقاتها الإقليمية والدولية؟

يتجاوز عُمر حركة المقاومة الإسلامية حماس الـ35 عامًا؛ فهي امتداد للحركة الإسلامية في فلسطين التي سبقت الإعلان عن تأسيس الحركة بعقود، وهذا تاريخ يضيق به لقاء صحفي، وبكل الأحوال فإن حماس اليوم بعد 35 عامًا على إعلان تأسيسها تتموضع على رأس مشروع المقاومة، وتتصدى للمشروع الصهيوني في المنطقة، وبالتالي فهي الفاعل السياسي الأساس، وتمثل صورة الفلسطيني المسلم الثابت على مبادئ قضيته، المستعين بأمته بعد الله تعالى في مواجهة المشروع الصهيوني، وهذه الصورة يُجمع عليها الغالبية العُظمى من الشعب ومن الأمة، على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية، ما يعني أن الحركة متجذرة في الشعب الفلسطيني، ومحتضنة من أمتها، وتمثّل له الدرع والسيف والأمل.

مرّت الحركة بمنعطفات حادّة، وحققت قفزات في العمل خلال هذه الأعوام، كما زاوجت بين الثورة والسلطة، وشهدت المقاومة تحوّلات إستراتيجية خلال هذه المدّة، في ظل إدارة حكومية تحمي ظهرها، وترعى نموّها وتطورها.

وتمسكت الحركة قبل هذه المحطة وبعدها بخطاب سياسي وطني إسلامي ثوري ملتزم، وحافظت على الثوابت الوطنية، ومرّت بمحطات كُبرى منها العدوانات ضد قطاع غزة، وحملات اقتلاع التنظيم في الضفة المحتلة، وتجفيف منابع التمويل في المنطقة والعالم، وجملة من التحديات الأخرى التي هدفت لكبح نموها وصعودها.

تدرك الحركة أهمية التموضع في الإقليم ودوليًّا على نحو يشكل حماية لها، ويحقق دعما حيويا للمقاومة، ولهذا ركزت منذ التأسيس على علاقاتها الخارجية بالمستويين الشعبي والرسمي، واكتسبت خلال هذه المدّة قوة ناعمة في أوساط العالم العربي والإسلامي بليغة التأثير، نتيجة عمل مستمر ودؤوب بين الشعوب، والأهم من ذلك، قوة فعل الحركة في ميدان الجهاد والمقاومة، ومصداقيتها وإخلاصها.

في المقابل، فإن العمل مع المستوى الرسمي صاحب تأسيس الحركة؛ لإدراكها بأن القضية الفلسطينية ناشئة عن عوامل دولية، وأن حبل الناس للعدو الصهيوني لا يزال ممتدا، ويمده بكل سبل الحياة والاستمرارية، وأصبح نسج علاقات إقليمية ودولية ضرورة لا بد منه، وحققت الحركة جملة اختراقات في هذا المجال، واستطاعت أن تنسج علاقات وفق الممكن والمتاح، وتبني علاقات سياسية إقليمية ودولية، يظهر منها جزء، ويبقى جزء آخر بعيدًا عن الإعلام.

إنَّ ما يحول بين إظهار مروحة العلاقات الواسعة للحركة خاصة، وبين الفاعلين السياسيين هو رغبتهم بعدم الإعلان عن هذه العلاقات؛ لكون الحركة على “قائمة الإرهاب” الأمريكية والأوروبية، لكن ذلك لم يوقف التوسع في التواصل السياسي والعلاقات الدبلوماسية.

التحديات

ما أهم العقبات التي تواجه تطور علاقات الحركة على الصعيد الدولي؟

تواجه الحركة جملة من التحديات الموضوعية والذاتية في إدارتها لعلاقاتها الخارجية؛ حيث تتمثل الأولى في أن بيئة العلاقات الدولية تتسم بحالة من التعقيد تختلف عن ممارسة السياسة الداخلية، وما يتعلق بالعمل مع الحلفاء والخصوم من الأحزاب في الدولة الواحدة، وهذا التحدي ينسحب على الدول والأحزاب والحركات وجميع الفواعل ما دون الدولة، بما فيهم حماس، ونحن نعيش في بيئة لا سلطة عليا فيها، رغم وجود قوى عظمى أو دول إقليمية مركزية، مع حالة عدم ثقة الأطراف الدولية بنوايا الأطراف الأخرى، ولهذا تتبنى سياسات عدائية ضد الآخر، إضافة لوجود اعتبار رئيس للمكاسب والمنافع في هذه العلاقات.

التحدي الأول الذي تواجهه علاقات الحركة موضوعيّ؛ لأننا في زمن طغت فيه البراغماتية على الأيديولوجيا، وبالتالي فإن قلّة من الدول التي ترتبط بعلاقات مع الحركة، على اختلاف شكل ومستوى العلاقة، تقدم الأخلاق والأيديولوجيا على مكاسبهم، ونحن حركة تحرر وطني لا نمتلك مكاسب ملموسة كافية تقدم لأطراف دولية تبحث عن المصالح والمنافع، ما يجعل نسج علاقات للحركة تحديًا يدركه كل من يعرف بيئة العلاقات الدولية.

ومن التحديات الرئيسة غياب وحدة عربية وإسلامية على حد أدنى من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، وتلاشي تأثير دول مركزية خلال الأعوام الماضية، ما فتح المجال لتأثيرات من دول أصبحت تمتلك التأثير السياسي، بما أثر على المواقف التي نراها لا تلبي المصلحة الفلسطينية، مثل خروج دول عربية عن مبادرة السلام العربية، والتوجه نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، رغم أن هذه الخطوة هي الأخيرة في المبادرة.

من التحديات الأخرى ذات الأهمية البالغة ندرة الدول التي تتبنى مواقف سياسية متطابقة مع موقف الحركة السياسي الذي يرى أن فلسطين من النهر إلى البحر، وامتلاكها القدرة على تقديم دعم يلبي الاحتياجات الحيوية للمقاومة من سلاح وتقنية ومال.

بكل الأحوال، فإن التحديات التي تواجه الحركة في هذا المجال كثيرة، وهذا هو الأصل، فهو مجال ممتلئ بالتعقيد، وكثير من الناس يظن أنَّ وضعها على القوائم الأمريكية والأوروبية لـ”الإرهاب” يحول بينها وبين التواصل، وهذا غير صحيح؛ لأنها فاعل سياسي مؤثر يبحثون عن الطرق التي يتواصلون بها معها.

علاقات شائكة وشروط مرفوضة

هل هناك اشتراطات معينة أعاقت بعض العلاقات؟ وهل لا يزال تأثير لشروط الرباعية عليها؟

نحن في الحركة منفتحون في علاقاتنا مع الجميع، إلا الكيان الصهيوني، ونرفض أي اشتراط مسبق من أي طرف في علاقتنا معه، مع وجود بعض منها غير مباشرة، كأن تشترط الولايات المتحدة أن تترك الحركة المقاومة، وتسلم السلاح، ثم تمكينها من الحكم في فلسطين، وعدم إعاقة علاقاتها الخارجية، ما يجعل من رفض الحركة لهذا الاشتراط سببا في مُحاربتها في علاقاتها.

مع العلم أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا كبيرة على دول عربية وغير عربية، لمنع إقامة أو تطوير علاقات الحركة، وتجعلها تحت طائلة العقوبات في حال خالفت هذه التوجهات، لكننا مستمرون، ونبحث عن الممكن في العلاقة، ونجترح من الواقع ما يربط جسور تواصل بين الحركة والأطراف الخارجية.

الرباعية الدولية اليوم غير نشطة، ولا سلطة لها، خاصة بعد الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا، لكنّ عددا من أطرافها ومنسقها السابق توني بلير أعربوا مرارًا عن ندمهم على موقفهم من الحركة، ورأوا أنه غير صائب، ولا يخدم عملهم، وهناك تأكيدات أوروبية أنهم لن يكرروا الخطأ الذي ارتكبوه في 2007.

هل هناك شروط أو خطوط حمراء لحماس حول علاقات دولية أو إقليمية معينة؟

علاقات حماس مع أطراف دولية وإقليمية ليست هدفا أو غاية بحد ذاتها؛ بل أداة ووسيلة لأجل تحقيق أهدافها، ولهذا هناك بالضرورة شروط وخطوط حُمر؛ فنحن نرفض أي علاقة تمس أيًّا من ثوابت الحركة الوطنية أو الدينية، وهذا أمر غير قابل للنقاش، كما نرفض جهود احتواء الحركة، أو المس باستقلالية قرارها، أو أن توظف هذه العلاقة لتكون على حساب علاقة أخرى، أو أن يترتب على هذه العلاقة ضرر ينعكس على الحالة الفلسطينية.

من الأمثلة القريبة على ذلك، طلب الولايات المتحدة، وتحديدًا جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس السابق دونالد ترمب، عدّة مرات، لقاء قيادة الحركة، والتفاهم معها، لكننا رفضنا ذلك، ليس لأن العلاقة من حيث المبدأ مرفوضة، بل من حيث التوقيت، لأنه عمل وفريقه على مشروع “صفقة القرن”، كما أنَّ لقاءه يضر بالحالة الوطنية الداخلية.

في مرحلة معينة كان هناك بوادر علاقات مع دول أوروبية. أين وصلت الأمور؟

ترتبط الحركة باتصالات مع عدد من الدول الأوروبية، منها معلن، وأخرى بعيدة عن الأضواء، لكن التواصل مستمر، وهم وضعوا على أنفسهم قيودا في التواصل مع الحركة بسبب وضعها على “قوائم الإرهاب” الأوروبية، أو الوطنية مثل بريطانيا، مع أن هذا لا يخدمهم، لأن حماس الفاعل الأول في الساحة الفلسطينية، وقطع علاقتهم بها، يقطع صلاتهم بشريحة واسعة من الشعب الفلسطيني، وتحيّدهم عن التأثير والعمل السياسي في القضية، ونعلم أن هناك حديثا داخليا مستمرا لديهم يلومون فيه أنفسهم على قطع الاتصال المعلن بالحركة، لأنه غيّب جملة من المصالح لهم.

أهداف العلاقات

ما الذي تسعى إليه حماس من وراء هذه العلاقات؟

هناك مجموعة أهداف تسعى الحركة لتحقيقها من إقامة علاقاتها الخارجية؛ أهمها تعزيز شرعية المقاومة الخارجية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الاحتياجات الحيوية للمقاومة من مال وسلاح وتقنية، وبناء شبكة أمان سياسية ومالية تتيح للحركة أن تتموضع إقليميًّا ودوليًّا بما يمنع محاولات استئصالها، وإفشال المشاريع المعادية للحركة، والعمل على قطع حبل الناس عن الكيان الصهيوني، والتحشيد لدعم القضية الفلسطينية، وتعزيز موارد وإمكانيات الشعوب والدول في خدمة القضية الفلسطينية، وتبيان وشرح الرواية الفلسطينية، ودحض الرواية الصهيونية، والتعريف بسياسات الحركة وأهدافها وإستراتيجيتها.

كيف يمكن استثمار هذه العلاقات لمصلحة الشعب الفلسطيني؟

هذه العلاقات وُجدت أساسًا لخدمة القضية الفلسطينية، وهي ليست غاية بحدّ ذاتها، وبالتالي فإن مصلحة الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده تتطلب نسج هذه العلاقات، واستثمارها، مع أن شكل كل علاقة مع طرف أو دولة يختلف عن سواها، لكن الارتكاز الأساسي هو مصالح الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة، وكل ما يقود لهما.

ازدواجية المعايير

حرب أوكرانيا، وموقف الغرب منها، فتح الحديث بقوة عن ازدواجية معاييره، خاصة حق الشعوب في المقاومة، والتسلح، والمساءلة القانونية. ما سبل توظيف ذلك في صناعة الرأي العام الداعم لشعبنا ومقاومته المشروعة؟

ازدواجية المعايير الغربية لا تُخطئها عين، وهو أمر مُزعج، ويعبر عن حقيقة مواقف هذه الدول، ورؤيتها للقضية الفلسطينية، ونحن لم نتفاجأ، ولم نعول على هذه البلدان، لدورها في إنشاء الكيان الصهيوني، وإمداده بسبل الاستمرار، لكننا، ورغم أملنا بانتهاء الحروب، فإن أحداث أوكرانيا أوجدت فرصة حقيقية لكشف زيف مواقف الدول الغربية، والتأثير على الرأي العام فيها، والدولي عموما إيجابيًّا لمصلحة القضية الفلسطينية، وتحشيد الدعم السياسي لقضيتنا الوطنية.

من جانب آخر، فلعل أهم انعكاسات الحرب الجارية ضعف الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وبالتالي تأخذ قوى التحرر كحماس فرصة، وتتراجع الضغوط الأمريكية الساعية لتطبيع علاقات الكيان الصهيوني بالعالم العربي، وهذا مصلحة للقضية الفلسطينية، وللصراع العربي الإسرائيلي.

روسيا والتوقيت الحساس!

شهدت الأشهر الأخيرة، عدة زيارات لقيادة الحركة إلى روسيا، وفي توقيت حساس، هل من دلالات لذلك؟

علاقة الحركة مع جمهورية روسية الاتحادية ممتدة منذ سنوات، والزيارات الأخيرة تأتي في سياق علاقة ثنائية قائمة، وندرك أهميتها كدولة كُبرى فاعلة في الصعيد الدولي، وموجودة في الإقليم، واهتمامها بالملف الفلسطيني، وتحديدًا إنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي، ولأن الصدام الروسي الغربي له تأثيرات على القضية الفلسطينية، فإن ذلك يدفعنا لقراءة هذه التأثيرات والتغيرات، والتعامل وفق ما تتطلبه المصلحة الفلسطينية.

العلاقة مع الجزائر

مع الجزائر، لمسنا تطورًا إيجابيا، والعلاقة تركزت في البعد السياسي، وليس الأمني، ما أهمية ذلك؟

الجزائر، كانت ولا تزال، صمام أمان للقضية الفلسطينية بتميز الموقف الصادق لشعبها الشقيق، ولموقف الدولة الجزائرية الداعم والمناصر للقضية الفلسطينية، فعلا لا قولًا فقط، ونحن حركة نأمل أن تستعيد الجزائر المكانة الإقليمية التي تليق بها، وبحجمها، لما فيه خدمة للشعبين الجزائري والفلسطيني الشقيقين، وعموم شعوب المنطقة، فالجزائر القوية قوّة للمنطقة العربية.

في الوقت ذاته، فإننا مع تنفيذ وتطبيق الاتفاقية الموقعة من الفصائل الفلسطينية في الجزائر؛ لأنها تمثل فرصة حقيقية لشعبنا وقضيتنا، خاصة مع قدوم اليمين الصهيوني المتطرف، وإرهاصات قدوم الجمهوريين في الولايات المتحدة، والجميع يعرف مدى انحيازهم للعدو، الذين اعترفوا بالاستيطان، وعدّوا القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، ونقلوا السفارة إليها متحدّين العالم أجمع، وأقفلوا مكتب منظمة التحرير، ومنعوا المساعدات عن الشعب الفلسطيني، وأوقفوا موازنة أونروا، وضغطوا على الدول العربية للتطبيع مع العدو، وأخيراً قدموا صفقة القرن، وعقدوا مؤتمرا اقتصاديا لتنفيذها، ولو عادوا للحكم فسيبدؤون من حيث انتهوا.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى